الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم محمد المنصف بن مراد: نداء تونس مهدّد بالانقسام وسـيـاسـيـون فـي التسلّل

نشر في  16 سبتمبر 2015  (11:05)

اليوم بات واضحا انّ حزب نداء تونس مهدّد بالانقسام رغم التصريحات النافية لذلك.. ولقد توقعت هذا المآل في افتتاحيات سابقة لكن مسؤولي هذا الحزب وخاصّة الباجي قايد السبسي الذي نسأل له موفور الصحّةوطول العمر لم يعيروا الموضوع أيّ اهتمام.. ولمن لا يعرفون جيّدا توازنات هذا الحزب نلاحظ أنّ هناك مجموعة قياديّة تضمّ ـ خاصّة ـ محمد الخمّاسي وخالد شوكات وفوزي اللومي الذين يساندون ـ بدوافع مختلفة ـ  مواصلة التحالف مع النّهضة في اطار خيار استراتيجي يضمن ـ حسب اعتقادهم ـ الاستقرار للبلاد.. كما أنّ هناك عددا من رجال الأعمال الذين لهم تأثير ليبيرالي على قرارات الحزب باعتبار وجودهم في المكتب التنفيذي وفي مجلس النواب.. إضافة الى هذه التيارات، هناك مجموعة آلت على نفسها الدّفاع عن الحداثة دون عداء للنهضة ويقودها محسن مرزوق لأن يكون رجل وفاق تمهيدا لاعتزامه الترشّح لرئاسة الجمهوريّة.. أما ما يسمّى بالتيار اليساري فهو ـ في حقيقة الأمر ـ تيار نقابي وحداثي يقوده الطيب البكّوش ويرفض ـ عامةـ التحالف مع النهضة، ويمكن القول انّ وزن هذا التيّار لم يعد مؤثّرا.. أضف الى كلّ هؤلاء مجموعة يقودها ابن الرئيس حافظ قايد السبسي ـ الذي يفتقر لكلّ شرعية وتكوين سياسي ـ يعاضده صديقان جاهلان بالسياسة، أحدهما رجل «أعمال» له علاقات مع ليبيا والثاني مدير قناة تلفزية انخرط في السياسة وهو يخدم مصالحه..

وفي هذا المشهد الانفصالي كوّن الخمّاسي وخالد شوكات ومدير نسمة ـ الذي يعتبر نفسه من «مؤسّسي» نداء تونس ـ منتدى العائلة الدستورية للتوفيق بين الأصالة  (التاريخ والدين والنهضة) والحداثة.. فهل يعقل ان يؤسّس منتدى  بينما كان من الممكن الخوض في هذا الموضوع داخل الحزب، ثم أيعقل ان يصرّح نبيل القروي (من مؤسّسي هذا المنتدى) لإذاعة خاصّة وهو مغتاظ:«نحن لم نأت هنا للحديث عن نداء تونس بل عن المنتدى، وإذا تواصل الحديث عن النداء سأغادر لشرب قهوة»!!
..إنّ حزب النداء مهدّد بالانفجار والتقسيم لأنّ بداخله مسؤولين يعملون على الدّفاع عن مخطّطاتهم وميولاتهم الحقيقيّة ومصالحهم الضيّقة، وفي الوقت نفسه وـ لأغراض مختلفة ـ لم يتحرّك محسن مرزوق ولم يوحّد الباجي قايد السبسي «الفصائل»، وهو متشبّث ببعض اختياراته الفردية الخاطئة وقد ابتعد كثيرا عن واقع البلاد والحزب متسمّرا في برجه العاجي وفي سبات سياسي عميق!

أمّا السياسيون الذين في التسلّل فقد شاهدت البعض منهم في مظاهرة ضدّ قانون المصالحة.. ومع احترامي لحمة الهمامي وسلمى بكّار وسمير بالطيب،  رفضوا الانضمام الى مسيرة موحدة مع الداعين للمشانق السياسيّة والمحاكمات.. كما شاهدت السيد مصطفى بن جعفر والحزب الجمهوري وحزب المرزوقي ومن ورائهم وجوه من لجان حماية الثورة فتساءلت هل انّ مصطفى بن جعفر تغيّر الى هذا الحدّ حتى يتحالف مع أحزاب الانتقام وهل انّ الحزب الجمهوري فقد هويّته حتى ينخرط في تظاهرة «ملغّمة» بلجان حماية «الثورة»؟!
والجدير بالملاحظة انّ كلّ هذه الأحزاب فشلت على مستوى حشد الجماهير لأنّ أغلب التونسيين ملّوا التهديدات وهم بحاجة الى مشروع قانون مصالحة معدل لا ينتقم من أيّ كان ولكنّه يرغم على ارجاع كلّ الأموال المنهوبة..